لماذا أثار كتاب جيمي كارتر ضجة في اسرائيل والولايات المتحدة؟

Monday, March 9, 2009

تجرأ جيمي كارتر ان يقول بوضوح وبصراحة نادرة ما لم يجرؤ ان يقوله القادة العرب بما فيهم الثوريون الوراثيون. سمّى جيمي كارتر الاشياء باسماءها الحقيقية بعيدا عن الديبلوماسية الزائفة والعبث بالكلمات الخجولة. أثبت أنه أكثر شجاعة من كولن باول وهنري كيسنجر وكوفي عنان وأقل نفاقا من بيل كلينتون وتوني بلير وأكثر صدقا من كونداليسا رايس ورئيسها جورج بوش.
العنوان الاستفزازي: فلسطين سلام وليس انفصال عنصري..
لفترة طويلة نظر العالم جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الأسبق كسياسي متقاعد يشغل نفسه بمواضيع حقوق الانسان والديمقراطية مستغلا رصيده السياسي. ومنذ أن ترك البيت الأبيض عام 1981 ألّف 23 كتابا تغطي مواضيع عديدة مثل القيم الأخلاقية وحقوق الانسان وطفولته في مزرعة الفستق في ولاية جورجيا.
كتابه الأخير أثار زوبعة شديدة. عنوان الكتاب وضع النقاط على الحروف "فسطين سلام وليس انفصال" يعكس اهتمامه العميق في الشرق الأوسط. يجب أن تنذكر أن جيمي كارتر شخصيا أقنع اسرائيل ومصر في توقيع معاهدة سلام دائمة عام 1979.
الغضب على كتاب كارتر ليس بسبب ما احتواه من تفاصيل عن ممارسات إسرائيل العنصرية بل لأن العنوان والغطاء احتوى كلمة أبارثايد والتي تعني عنصرية وانفصال وكانت مقرونة لسنوات طويلة مع نظام الأقلية البيضاء في جنوب افريقيا. والمثير أن هذه الضجة تحدث في أميركا التي اعتادت على التزام الصمت إزاء إسرائيل وتصرفات إسرائيل. لسنوات طويلة استطاعت إسرائيل من خلا ل اللوبيات القوية أن تقنع العالم أنها ديمقراطية مسالمة تكافح الارهاب.
جاء جيمي كارتر بكتابه لينسف هذه الصورة الديمقراطية.
اعترف كارتر أنه عمدا وقصدا اختار العنوان الاستفزازي ليفتح باب النقاش والبحث والحوار عن موضوع كان يعتبر خطا أحمر في الولايات المتحدة. وقال في مقابلة مع مجلة نيوزويك مؤخرا أنه يأمل أن الجدل الذي يثيره الكتاب قد يعيد إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
شدد كارتر في كتابه على موضوع الأرض. كيف تسرق إسرائيل الأرض وكيف تصادر الأرض وتستولي عليها بالقوة. ومن يجرؤ أن يحتج أو يعترض يتعرض للقمع وأحيانا القتل أو يتم نسف منزله.
إسرائيل قامت بتشييد الجدار العنصري ليس لأسباب أمنية بل للإستيلاء على أراضي إضافية. كارتر يقول أنه لو كان الهدف أمني فقط لماذا لم يتم تشييد الجدار على حدود 1967. هذا الجدار مع الحواجز ونقاط التفتيش خلق وضعا اسوأ بكثير مما عاناه الافريقيين في جنوب إفريقيا. ويقول في كتابه لمن يشك في ذلك عليه أن يزور الاراضي المحتلة ليحصل على الاثبات وليقتنع وسوف يوافق مع ما أقول.

AIPACمن أكبر المعارضين للكتاب هي منظمة ايباك
التي تعمل لتسويق السياسة الإسرائيلية في الكونغرس وليس منظمة تعمل من أجل السلام. كثير من اليهود أيدوا الكتاب ولكنهم امتنعوا عن الحديث بصوت عالي خوفا من اللوبيات القوية. يقول كارتر بصراحة تامة لا يستطيع أي نائب في الكونغرس أو عضو في مجلس الشيوخ أن ينتقد إسرائيل. إذا فعل ذلك سوف لا يتم انتخابه مرة أخرى.. الكونغرس عاجز عن أخذ موقف متوازن في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني. الإدارة الأميركية عاجزة تماما عن إجبار إسرائيل للانسحاب لحدود 1967. لا يستطيع أحد في الادارة الأميركية أن يدافع عن حقوق الإنسان الفلسطيني المنتهكة. إسرائيل تبقى خطا أحمر ولا يجرؤ أحد على انتقاد اسرائيل. لذا جاء كتاب جيمي كارتر ليفضح النفاق ويصف إسرائيل بالوصف الذي تستحقه.
زار كارتر الاراضي المحتلة عدة مرات، ثلاثة منها ليشارك في الإشراف على الانتخابات ورأى بأم عينه الحواجز والجدار والمستوطنات وسوء معاملة المواطنين من قبل الجنود وتوصل إلى قناعة أن هذا الموضوع يجب فضحه وكشفه للعالم.
باختصار تطرق الكتاب للفصل العنصري والإذلال على حواجز التفتيش والعنف المتزايد ضد الفلسطينين والممارسات الاسرائيلية غير الانسانية التي تهدف لتهجير الفلسطينيين أو استفزازهم لإرتكاب العنف كي تنتقم وتقتل وتواصل الجرائم ضد هذا الشعب المسكين.
فضح الكتاب ازدواجية المعايير الأميركية تجاه انتهاك حقوق الانسان واحترام المواثيق الدولية
فضح الكتاب خوف الطبقة المفكرة والطبقة الثقافية وجبنها في التكلم بصوت مرتفع ضد الانتهاكات الإسرائيلية كما يحدث في أوروبا.
فضح الكتاب الإفلاس الأخلاقي الذي تتمتع به المؤسسات واللوبيات التي تدعي أنها تمثل اليهود الأميركيين. اللوبيات الصهيونية لا تخدم إسرائيل بل تخدم اليمين الاسرائيلي المتطرف.
أصدقاء جيمي كارتر انتقدوه لأنه كان لطيفا جدا مع اسرائيل ولقوله انه لا يتحدث عن اسرائيل كدولة ديمقراطية بل كدولة محتلة وممارستها في الأراضي المحتلة

مـــــنـــــقـــــول

صفحات ذات علاقة:
حملة إعلامية صهيونية على كتاب جيمي كارتر، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، عن تلكك "إسرائيل" في "العملية السلمية"

تحميل عرض للكتاب: فلسطين.. سلام لا فصل عنصري

0 comments: